إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

قلتُ: بل حقك أن تفرحَ بها لما تضمنته من التعرف الموجَّه فيها الذي لا يكاد يتحصل بغيرها، ثم وِجهةُ التعريف هي ما يعرفك بجلالة مولاك و حقارة نفسك، وتعرف بها الدنيا و ما فيها، و الخلق بحقيقة ما هم عليه، على وجه ينطبع في سويداء قلبك انطباعاً ينصبغ به حتى يكون الإقدام والإحجام على حكمه دون توقف. وليس ذلك إلا لأمور قهرية ، و غاية أمرها أنها مانعة من إكثار العمل، فإذا قل لأجلها وجب أن لا تبالي لأن الذي أمرك هو الذي قهرك، والكل منه وإليه، فكما وجب امتثال أمره وجب الاستسلام لقهره، و إنما على العبد أن لا يعزم على محظور و لا يفرط في مأمور فإن قصر

البلاء والرجوع-القسم الأول

البلاء والرجوع-القسم الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خيرٌ أما يشركون

أما بعد

فهذه وُريقاتٌ قد خطر لي أن أسطرها في ستة الأيام التي خلت من تاريخ هذه الليلة، واللهَ أسألُ أنْ يعينني في إظهارِها على الوجهِ المفهومِ الذي تكمُلُ به الفائدةُ، فإنْ كان فيها مِن خَطأ أو مجانبةٍ للصواب فمن نفسي وهذيانِها وإنْ كان هذا الخاطرُ من الرحمنِ، فقدْ أعلمُ أنْ سيكونُ فيه لبعض الناس خيرٌ كثير.

قد اسْتَقْريتُ في كتابِ اللهِ ذكرَ الآياتِ التي فيها قولُه “لعلهم يرجعون” حينما يُعلّلُ بهِ إيقاعِ العذابِ على الناسِ في هذه الحياةِ الدنيا فوجدتُ هذه الآياتِ من سورِ الأعراف والروم والسجدة والزخرف والأحقاف:

الأعراف ١٦٨

وَقَطَّعۡنَـٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ