إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

قلتُ: بل حقك أن تفرحَ بها لما تضمنته من التعرف الموجَّه فيها الذي لا يكاد يتحصل بغيرها، ثم وِجهةُ التعريف هي ما يعرفك بجلالة مولاك و حقارة نفسك، وتعرف بها الدنيا و ما فيها، و الخلق بحقيقة ما هم عليه، على وجه ينطبع في سويداء قلبك انطباعاً ينصبغ به حتى يكون الإقدام والإحجام على حكمه دون توقف. وليس ذلك إلا لأمور قهرية ، و غاية أمرها أنها مانعة من إكثار العمل، فإذا قل لأجلها وجب أن لا تبالي لأن الذي أمرك هو الذي قهرك، والكل منه وإليه، فكما وجب امتثال أمره وجب الاستسلام لقهره، و إنما على العبد أن لا يعزم على محظور و لا يفرط في مأمور فإن قصر به الحال فلا يبالي، وبذلك جرى أمر السنة: ألا تراه عليه السلام في حديث الوادي حيث ناموا عن الصلاة بعد توكيل بلال الذي شأنه عدم النوم في ذلك الوقت، قال:”لن تراعوا، إن الله قبضَ أرواحَنا”، فأحالهم على القدر لما لم يتنبهوا

0 0 أصوات
Article Rating
اشترك
Notify of

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 Comments
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
نحب سماع رأيكم ، فأفيدونا من فضلكمx
()
x