إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

قلتُ: بل حقك أن تفرحَ بها لما تضمنته من التعرف الموجَّه فيها الذي لا يكاد يتحصل بغيرها، ثم وِجهةُ التعريف هي ما يعرفك بجلالة مولاك و حقارة نفسك، وتعرف بها الدنيا و ما فيها، و الخلق بحقيقة ما هم عليه، على وجه ينطبع في سويداء قلبك انطباعاً ينصبغ به حتى يكون الإقدام والإحجام على حكمه دون توقف. وليس ذلك إلا لأمور قهرية ، و غاية أمرها أنها مانعة من إكثار العمل، فإذا قل لأجلها وجب أن لا تبالي لأن الذي أمرك هو الذي قهرك، والكل منه وإليه، فكما وجب امتثال أمره وجب الاستسلام لقهره، و إنما على العبد أن لا يعزم على محظور و لا يفرط في مأمور فإن قصر