٧- لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ

٧- لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ

لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ و إنْ تَعَيَّنَ زَمانُهُ، لئلا يَكُونَ ذلك قَدْحَاً في بَصِيْرَتِكَ وإخْمَادَاً لنُورِ سَريرَتِكَ .

شرح الشيخ زروق:

قُلتُ : التَشَكُّكُ هو التََرَدُّدُ  بَيْنَ إيقاعِ الشَكِّ و نَفْيِهِ، لإضطِّرَابِ النفسِ في موجِبهِ، بحيث يقول: “الوعدُ صِدْقٌ و الزمانُ مُتَعَيِّنٌ و الموعودُ مفقودٌ” فَيَتَحَيَّرُ في ذلك و يشُكُّ.

و هذا مِنْ ضِيقِ المَعْرِفَةِ ، و الوقوفِ مَعَ ظاهِرِ الوَعْدِ، دونَ نَظَرٍ إلى باطِنِ الإتِّصافِ؛ إذْ لو اتَّسَعَتْ دائِرَتُهُ عَلِمَ أَنَّ ظاهِرَ الوعْدِ لا يَقْضي على باطنِ الصِفَةِ، فَجَزَمَ بالوعْدِ وراعى باطِنَ الوصفِ بِتَقْدِيرِ تَعَلُّقِ الأَمْرِ بِشَرْطٍ سَتَرَهُ الحَقُّ عَنْهُ ؛ إذْ لا يَجِبُ عليه بيانُ ما يريدُ اشْتِراطَهُ ، بل يَصِحُّ في الحِكْمَةِ سَتْرُهُ، إبْقَاءً

٦- لا يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ العَطَاءِ مَعَ الالْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِبَاً لِيَأْسِكَ

لا يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ العَطَاءِ مَعَ الالْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِبَاً لِيَأْسِكَ، فإنَّهُ ضَمِنَ لَكَ الاجَابَةَ فيما يَخْتَارُ لَكَ لا فيما تَخْتَارُ لِنَفْسِكَ وفي الوَقْتِ الذي يُريدُ لا في الوقْتِ الذي تُريدُ.


شرح الشيخ زروق:

قُلتُ: “الالحاحُ” التَكَرُّرُ في الدُّعاءِ بِحاجةٍ، مِن وجْهٍ واحد ، على سبيل الطَّلَبِ، وهو مطلوبٌ في الدعاء. والاجابةُ مضمونةٌ بِمُطلَقِ الدُعاءِ، فإذا قُمْتَ بِما طُلِبَ منك من الدعاءِ و الالحاحِ فيه، فلا تَيْأَسْ مِن الاجابةِ لأن يَأْسَكَ ناشِئٌ عن رُؤْيَةِ السَبَبِيَّةِ بِدُعَائِكَ، و إجتِهادِك في حاجَتِكَ، إذْ صَرَفَكَ تَأَخُّرُها عن بابِ مولاكَ، فَقَصَّرْتَ في المطلوبِ بالدعاءِ ؛ الذي هو إظْهارُ الفَاقَةِ و دَوَامُ الحُضُورِ بالمُناجاةِ  فافْهَمْ !

و الناسُ ثلاثة :

١- رجلٌ قَصَدَ مولاهُ بالتفويضِ،

٥- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك  وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ…

٥- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك  وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ…

اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك  وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ على انطِماس البصيرةِ منك.

شرح الشيخ زروق:

قلتُ : لأنَّك أَتيْتَ بالشَّيءِ على غَيْرِ وَجْهِهِ ، وَوَضَعْتَهُ غيْرَ محلِّهِ؛ إذ عَكَسْتَ ما حَقُّكَ أن لا تَعْكِسَهُ، فَتَرَكْتَ ما أُمِرْتَ بالقِيامِ بِهِ ، وقُمْتَ بما كُفِيْتَ أَمْرَهُ  وهُوَ مَضْمُونٌ.

قال في “التنوير” :فكيف يَثْبُتُ لَكَ عَقْلٌ أو بَصِيرَةٌ ، واهتمامُكَ فيما ضُمِنَ لك اقْتَطَعَكَ عن اهْتِمَامِكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ؟ حتَّى قال بَعْضُهُم: إنَّ اللهَ ضَمِنَ لنا الدُّنيا و طَلَبَ مِنَّا الآخِرَةَ، فَلَيْتَهُ ضَمِنَ لَنَا الآخِرَةَ وَ طَلَبَ مِنَّا الدُّنْيا. انتهى.

و عبَّرَ بالاجْتِهاد((في قوله:اجتهادك فيما….)) لأنَّ الطلَبَ دونَه لا يُقْدَحُ ( أي لا يُذَمُّ) ، بل ربَّما كان مطلوباً ؛