- ٧- لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ
- ٢- إرادتُك التَجْريدَ مع إقامةِ اللهِ إياكَ في الأسبابِ من الشَّهْوَةِ الخَفِيَّةِ
- ٦- لا يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ العَطَاءِ مَعَ الالْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِبَاً لِيَأْسِكَ
- ٣- سوابِقُ الهِمم لا تخرِقُ أسوار الأقدار
- ٥- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ…
- ٤- أَرِحْ نفسَكَ من التدبير
اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ على انطِماس البصيرةِ منك.
شرح الشيخ زروق:
قلتُ : لأنَّك أَتيْتَ بالشَّيءِ على غَيْرِ وَجْهِهِ ، وَوَضَعْتَهُ غيْرَ محلِّهِ؛ إذ عَكَسْتَ ما حَقُّكَ أن لا تَعْكِسَهُ، فَتَرَكْتَ ما أُمِرْتَ بالقِيامِ بِهِ ، وقُمْتَ بما كُفِيْتَ أَمْرَهُ وهُوَ مَضْمُونٌ.
قال في “التنوير” :فكيف يَثْبُتُ لَكَ عَقْلٌ أو بَصِيرَةٌ ، واهتمامُكَ فيما ضُمِنَ لك اقْتَطَعَكَ عن اهْتِمَامِكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ؟ حتَّى قال بَعْضُهُم: إنَّ اللهَ ضَمِنَ لنا الدُّنيا و طَلَبَ مِنَّا الآخِرَةَ، فَلَيْتَهُ ضَمِنَ لَنَا الآخِرَةَ وَ طَلَبَ مِنَّا الدُّنْيا. انتهى.
و عبَّرَ بالاجْتِهاد((في قوله:اجتهادك فيما….)) لأنَّ الطلَبَ دونَه لا يُقْدَحُ ( أي لا يُذَمُّ) ، بل ربَّما كان مطلوباً ؛ وبالضمان ((في قوله: ضُمِنَ لك)) لِيُشْعِرَ بسَبْقِ القِسْمَةِ ؛ و بالتقْصِير ((في قوله: و تقصيرُك فيما …)) لأن الترْكَ أعظمُ؛ وبالطَلَبِ((في قوله: فيما طُلِبَ منك…)) ليَشْمَلَ الواجبَ والمندوبَ. ولو كان بَدَلُ الاجتهادِ استغراقاً، وبَدَلُ التقصيرِ تَرْكَاً لكانَ بَدَلُ الطَمْسِ عَمىً لأن الدنيا كَنَهْرِ طالوتَ : لا ينجو منه شاربٌ إلا من اغْترَف غَرْفَةً بيده ! والبصيرةُ: ناظِرُ القلبِ كما أن البصرَ ناظرُ العَين. ثم إن علامةَ الاجتهادِ في المضمونِ ثلاثةٌ:
١- التأسُّف على الفائت.
٢- وفَقْدُ التقوى في التحصيل.
٣- و الغَفْلَةُ عن الحقوق المتأكدة (أي الواجبة) في التَسبُّبِ(التسبب هو الأخذ بالأسباب).
وعلامة العكس ثلاثة :
١- الرضا بالواقع .
٢- و التَّقْوى في الطَلَبِ.
٣- و حِفْظُ الآداب في الأسْبَابِ.
ومن الاجتهاد في المضمون(أيضاً) : اليأس من العطاء عند تأخر إجابة الدعاء فلذلك أتْبَعَهُ المؤلف ناهياً عنه فقال:
العمل للدنيا ليس حمقاً ،و لكن الاستغراق في طلبها و خوف فواتها و تضييع العمل للآخرة بسبب الاجتهاد في العمل للدنيا هو الحمق.
و لذلك قال الشارح : إنه عبَّر بالاجتهاد و لم يقل : الطلب (أي لم يقل طلبك لما ضمن لك و لكن قال اجتهادك فيما ضمن لك)، و ذلك لأن الطلب للأمر المضمون مطلوبٌ بخلاف الاجتهاد. و أضرب مثلاً:
إذا كان النجاح في البكالوريا مضموناً عبر تسريب الأسئلة و كان المطلوب دراسة الأسئلة و الحضور إلى مراكز الامتحان، فلا شك أن هذا هو المطلوب ( أي دراسة الأسئلة و الحضور و هذا ما نعبر عنه بالطلب. أي طلب النجاح الذي هو مضمون أصلاً بهذا الشرط) أما الاجتهاد فهو أن يلجأ الطلاب إلى دراسة الكتب المقررة دراسة من يخشى رسوباً و لا يعرف الأسئلة. فلو تصورنا أن هذا الاجتهاد لا ينفع (وهو لا ينفع لضمان النجاح و إنما هو يؤكد المؤكد و يسمي المسمّى) لكان الاجتهاد عملاً زائداً لا نفعَ منه . فإذا تصورنا فوق ذلك أن الاجتهاد (الذي هو غير نافع هنا) قد ضيع الوقت الذي كان مطلوباً فيه فعل شيء آخر (كالتدرب على الرياضة أو ما شابه مثلاِ، عاد الاجتهاد هنا ضاراً ( وليس فقط غير نافع).
و هذا إن حصل لا يحصل إلا من انطماس البصيرة.
اذا كانت الدنيا مضمونة فالعمل لها حمق ، معناها أن كل عمل فيها يكون للآخرة أسأل الله أن يذكرنا هذا فاستحضار هذا صعب والله عندما يتراءى لنا أن عملنا هو الذي أورثنا خير الدنيا
العمل للدنيا ليس حمقاً ،و لكن الاستغراق في طلبها و خوف فواتها و تضييع العمل للآخرة بسبب الاجتهاد في العمل للدنيا هو الحمق.
و لذلك قال الشارح : إنه عبَّر بالاجتهاد و لم يقل : الطلب (أي لم يقل طلبك لما ضمن لك و لكن قال اجتهادك فيما ضمن لك)، و ذلك لأن الطلب للأمر المضمون مطلوبٌ بخلاف الاجتهاد. و أضرب مثلاً:
إذا كان النجاح في البكالوريا مضموناً عبر تسريب الأسئلة و كان المطلوب دراسة الأسئلة و الحضور إلى مراكز الامتحان، فلا شك أن هذا هو المطلوب ( أي دراسة الأسئلة و الحضور و هذا ما نعبر عنه بالطلب. أي طلب النجاح الذي هو مضمون أصلاً بهذا الشرط) أما الاجتهاد فهو أن يلجأ الطلاب إلى دراسة الكتب المقررة دراسة من يخشى رسوباً و لا يعرف الأسئلة. فلو تصورنا أن هذا الاجتهاد لا ينفع (وهو لا ينفع لضمان النجاح و إنما هو يؤكد المؤكد و يسمي المسمّى) لكان الاجتهاد عملاً زائداً لا نفعَ منه . فإذا تصورنا فوق ذلك أن الاجتهاد (الذي هو غير نافع هنا) قد ضيع الوقت الذي كان مطلوباً فيه فعل شيء آخر (كالتدرب على الرياضة أو ما شابه مثلاِ، عاد الاجتهاد هنا ضاراً ( وليس فقط غير نافع).
و هذا إن حصل لا يحصل إلا من انطماس البصيرة.