- ٧- لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ
- ٢- إرادتُك التَجْريدَ مع إقامةِ اللهِ إياكَ في الأسبابِ من الشَّهْوَةِ الخَفِيَّةِ
- ٦- لا يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ العَطَاءِ مَعَ الالْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِبَاً لِيَأْسِكَ
- ٣- سوابِقُ الهِمم لا تخرِقُ أسوار الأقدار
- ٥- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ…
- ٤- أَرِحْ نفسَكَ من التدبير
أَرِحْ نفسَكَ من التدبير
قُلتُ: أفادَ ذِكرهُ للإراحَةِ وجودَ التَعَبِ فيما تُطلَبُ الاستراحة مِنهُ وهو التَدبيرُ، وذلِكَ لما تضمنهُ مِن وجودِ التكديرِ ومنازعتِهِ الحُكمَ والتَقديرَ، فقد قالَ سَهلُ بن عبد الله التُسْتَري رضي الله عنه: ذروا التَدبيرَ والاختيار فإنهما يُكدِّرانِ على الناسِ عَيشَهُم.
وقالَ عليهِ السلام: إن اللهَ جَعَلَ الرَّوحَ والراحةَ في الرِضا واليقين … الحديث. وقالَ عليه السلام: (التَدبيرُ نِصفُ العَيشِ). قيلَ: فتركُ التدبيرِ العيشُ كُلهُ ، لأنَ من لم يُدبِّر دُبِّرَ له، و هذا و إن كان بعيداً عن السِياقِ بالقوة فهو حسنٌ في المعنى إذ التدبيرُ تقديرُ شؤون تكونُ عليها في المُستقبلِ مِما يُخافُ أو يُرجى بالحُكمِ لا بالتفويضِ، فإذا كان مصحوباً بالتفويضِ لم يكن تدبيراً عِند التحقيق و إن أُطلِقَ عليهِ فمجازٌ للتقريب، و اللهُ أعلم. ثُم ذكر ما يعين على ترك التدبيرِ وهو النَظَرُ لِسابِقِ الحُكمِ والتَقديرِ فقال:
فما قام بِهِ غيرُكَ عنك لا تقم بِه لنفسك
قُلتُ: لأن ذلك تكلّفٌ في غير فائِدة، وعمل في غير معمل، وتعبٌ في غير حاصِل؛ وفي مفهومِ الكلامِ بالقوة أن ما وُكِلَ إلى قِيامك بِهِ لا يَصِحُ أن تترُكَهُ لِغيرك، فهما إذاً أمرانِ أشارَ إليهُما إبراهيمُ الخواصُ -رضى اللهُ عنهُ -حيثُ قال: العِلمُ كُلهُ في كلمتين: لا تتكلف ما كُفيتَ ولا تُضَيِّعْ ما اسْتُكْفِيتَ.
وقال سَهلُ بن عبدِ اللهِ -رضي الله عنه ـ للعِبادِ على اللهِ ثلاثةُ أشياء: تكليفهم، وآجالهم، والقِيامُ بأمرِهِم. وللهِ على العِبادِ ثلاثة أشياء: اتباع نبيِّه، والتوكل عليه، والصبر على ذلِكَ إلى الموت. اهـ.
وبِهِ يتفسرُ قولُهُ: “ما قام بِهِ غيرك عنك وما وُكِلَ إلى قيامِكَ به “. ومعنى كونِ الأولى على اللهِ هو أنه لا سبَبَ للعبدِ فيها إذ لا يجبُ عليهِ تعالى شيء، ومعنى كونِ الثانية على العبادِ هو أنَهم مأمورونَ بها، فمن لم يتبع فمبتدِع، ومن لم يتوكل فهو مُدبِّر، ومن لم يصبِر فمنازِع ومن قامَ بِكُلٍّ في محلِّه فهو سالِمُ البصيرة منوّرُ السَريرة وإلا فعلى العَكسِ كما نبّهَ عليه المؤلِفُ وبينهُ بأن قال:اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ على انطماس البصيرة منك