تمهيد لكتاب المستصفى-٤
القانون الثالث:
أَصْلُ السؤال وتعريفه الصحيحُ:
إنَّ ما وَقعَ السؤالُ عن ماهيتهِ، وأردتَ أنْ تَحُدَّهُ حَدَّاً حَقيقِيَّاً فَعليكَ فيهِ وظائفُ لا يكونُ الحدُّ حقيقياً إلا بها، فإنْ تَرَكْتَهَا سَمَّيناه رَسْمِيَّاً، أو لَفْظِيَّاً، وَيَخْرُجُ عنْ كَوْنِهِ مُعْرِبَاً عن حقيقةِ الشيءِ، ومُصَوِّرَاً لِكُنْهِ معناهُ في النفس.
الأولى: أنْ تَجْمَعَ أَجْزاءَ الحدِّ مِنَ الجنسِ والفصولِ، فإذا قالَ لَكَ1- مُشيرا إلى ما يَنْبُتُ من الأرضِ- “ما هوَ؟”، فلا بدَّ أن تقولَ: “جسمٌ”، لكنْ لو اقتصرتَ عليه لَبَطَلَ عَليكَ “بالحَجَرِ”((أي لبطل تعريفُك ، لأن الحجرَ أيضاً جسمٌ))، فتحتاجُ إلى الزيادةِ فتقول: نامٍ فتحترزَ به عَمَّا لا يَنمو، فهذا الاحترازُ يُسَمَّى فَصْلاً، أي فَصَلْتَ به المحدودَ عن غيره.
الثانية: أنْ تذكرَ جميعَ ذاتياتِهِ وإنْ …