تمهيد لكتاب المستصفى من علم الأصول-١
مُقَدَّمَةُ الكتاب
الحمدُ للهِ القويِّ القادرْ. الوليِّ الناصرْ. اللطيفِ القاهرْ. المنتقمِ الغافرْ. الباطنِ الظاهرْ. الأولِ الآخِرْ. الذي جعلَ العقلَ أَرْجَحَ الكُنوزِ والذخائِرْ. والعلمَ أَرْبَحَ المكاسِبِ والمتاجرْ. وأشرفَ المعالي والمفاخرْ. وأكرمَ المحامدِ والمآثرْ. وأحمَدَ المواردِ والمصادرْ. فَشَرُفَتْ بإثْباتِهِ الأقلامُ والمحابرْ. وَتَزَيَّنَتْ بِسَمَاعِهِ المحاريبُ والمنابِرْ. وَتَحَلَّتْ بِرُقُومِهِ الأوراقُ والَّدفاتِرْ. وتقدَّمَ بِشَرَفِهِ الأصاغِرُ على الأكابِرْ. واسْتَضَاءَتْ بِبَهَائِهِ الأسْرارُ والضَمَائرْ. وَتَنَوَّرَتْ بأنوارِهِ القلوبُ والبصائرْ. واسْتُحْقِرَ في ضيائه ضياءُ الشمس الباهرْ. على الفَلَكِ الدائِرْ. واسْتُصْغِرَ في نورهِ الباطنِ ما ظَهَرَ من نُورِ الأحْداقِ والنواظِرْ. حتى تَغَلْغَلَ بضيائِهِ في أعْماقِ المُغْمَضَاتِ جنودِ الخواطِرْ. وإنْ كَلَّتْ عنها النواظِرْ. وكَثُفَتْ عليها الحُجُبُ والسواترْ.
والصلاةُ على محمدٍ رسولِهِ ذي العُنْصُرِ الطاهِرْ. والمجدِ المُتَظاهِرْ. والشرفِ المتناصرْ. والكَرَمِ المتقاطرْ. المبعوثِ بشيراً …