في معنى النفاق على الحقيقة-الجزء الثاني-

في معنى النفاق على الحقيقة-الجزء الثاني-

يَقْصِدُ هذا المكتوبُ أنْ يُبَيِّنَ المسائلَ التاليةَ:

١إنَّ النفاقَ مرضٌ نفسيٌ يصيبُ القلبَ من الجسدِ و يُصيبُ الإيمانَ من القلبِ فيُفْسِدُهُ و يَمْضِي في خَرابِه إذا لم يُتَدارَك برحمةٍ إلهيةٍ حتى لا يَبْقَى في المرءِ بَقِيِّةٌ تُرْجى فيكونُ كالكُفَّارِ أو أَشَدَّ عذاباً.

٢إن أَهَمَّ ما يُمَيِّزُ المَرَضَ أنَّ المريضَ لا يَشعُرُ به و لا يعرِفُ بوجودِهِ. أيْ أنَّ المنافقَ لا يعرفُ أنه منافقٌ ولا يُقِرُّ بِهِ و إذا سَمِعَ قرآناً أو قولاً يَذمُّ المنافقينَ ظَنَّ أنَّهُ يتكلمُ عن غيرِهِ أوْ غَشّى على ذلك بتأويلٍ غريبٍ يَدْفَعُ عنه تلكَ التُّهْمَةَ وذلكَ الهجاءَ.

٣إن للمرضِ درجاتٍ أدناها التَشكُّكُ في ما صدَّق المرءُ فيهِ أصْلاً