شكر وامتنان

شكر وامتنان

ورُبَّتَ ليلةٍ قد بِتُّ فيها                          بَلِيلَ الجَفْنِ مجروحَ الفؤادِ

أنادي الصبرَ علَّ الصبرَ يأتي                   فيَخْذُلُني ويَلحقُ بالسُّهادِ

وطالَ الليلُ هل يأتي صباحٌ                    وماذا في الصباحِ سِوى البُعادِ

بُعادِ حبيبتي لَيلى ورُوحي                        وما معنى الحياةِ بلا سُعادِ

بدا الصبح فذا بسامُ راضٍ                      وذا البشرُ على بسَّامَ بادي

ورحنا نقطع الطرقات صُعْداً                   فذا جبلٌ يعارضنا ووادي

إلى مشفى المواساة وصلْنا                        فراحَ القلبُ يخفق بازدياد

فيا ليلى تعالي لا تخافي                             فذا الأستاذُ ميمونُ القياد

فأستاذُ الأطباء عصامٌ                             له في كل مَكرُمَةٍ أيادي

يداوي الناسَ جرَّاحاً وطوْراً                   يداوي بالبشاشة و الوداد

جميلٌ في مُحَيَّاهُ لبيبٌ                               ومحمودٌ بذا شهدَ الأعادي

كرامٌ من أُساةٍ ساعدوه                           رُضوا بالجِدِّ مَعَه والجهادِ

طبيبكِ مصطفى خيرُ طبيبٍ                   ومن ناداه لبَّى

البلاء والرجوع-الجزء الثالث

البلاء والرجوع-الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المُرسلين، والعاقبة للمتقين.
أما بعد،
فقد تواردتْ الخواطرُ عليَّ بعد أن قضى اللهُ هذا البلاءَ وبعد أن كتبتُ فيه فصلينِ فأحببتُ أن أزيدَهما ثالثاً والله المُستعان:
 فقد يَعجبُ المرءُ مِن أنَّ بلاءً أَرْسَلَهُ الله تعالى لتذكيرِ الناسِ بما اقترفَتْهُ أيديهم وأيدي أسلافِهم، ولعلهم يرجِعونَ إليه وإلى صراطِ العزيزِ الحميدِ، ثم يكونُ من هذا الوباءِ أن يمنعَ الناسَ من فعلِ أعمالِ العباداتِ والطاعاتِ التي لا يرتابونَ أنها مِن عَمَلِ البِرِّ وأنها مقصودةٌ في تشريعِ اللهِ كصلاةِ الجماعةِ في المساجدِ والجوامعِ وأخُصُّ الحرمينِ الشريفينِ وصلاةِ الجمعةِ وصلاةِ التراويحِ في رمضانَ، فلِمَ يَحْرِمُهمُ اللهُ من أدائها إذا كانَ مقصودُه رجْعَتُهم إليهِ؟

البلاء والرجوع-الجزء الثاني

البلاء والرجوع-الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

ورُبَّ سائلٍ عما قد سبقْ        لم أُبَلَّغْ سُؤالَهُ وكذا اتَّفَقْ

أجيبُ عنه فيما يأتي             جَواباً بما مَضَى قَدِ اتَّسَقْ

(ملحوظة: ليس هذا بشعر بل هو نثر مُقَفّى)

هذه أسئلةٌ لم يسألنيها أحدٌ، فبدا لي أن أسألها عنهم وأجيب عليها.

السؤال الأول:

مَن المقصودُ بخطاب الله تعالى في قوله: لعلهم يرجعون؟ وهل هذا البلاءُ مقصودٌ بكلِّ المعاني لكلِّ البشرِ على اختلافهِم؟

الجواب: المقصودُ بذلك هما صِنفانِ من الناسِ:

المؤمنونَ الذين بَلَغَتْهُمْ رِسالاتُ ربِّهِم، ثُمَّ قَسَتْ قُلوبُهُم وطالَ عليهم الأمَدُ وبَقِيَ عندهُم مِن شُعلةِ الإيمانُ قَبَسٌ لا يَكادُ يُضِيءُ ولو مَسَّتْهُ النارُ!

 وهؤلاءُ -أقولهُا بِكُلِّ أَسَفٍ شَديدٍ- هُمْ نحنُ.. المسلمينَ، ويليهِم أصحابُ الدياناتِ “التوحيديةُ” الذينَ ما زالوا على

إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

إذا فتح لكَ وِجْهَةً من التعرُّف فلا تبالِ معها أَنْ قَلَّ عَمَلُك…

قلتُ: بل حقك أن تفرحَ بها لما تضمنته من التعرف الموجَّه فيها الذي لا يكاد يتحصل بغيرها، ثم وِجهةُ التعريف هي ما يعرفك بجلالة مولاك و حقارة نفسك، وتعرف بها الدنيا و ما فيها، و الخلق بحقيقة ما هم عليه، على وجه ينطبع في سويداء قلبك انطباعاً ينصبغ به حتى يكون الإقدام والإحجام على حكمه دون توقف. وليس ذلك إلا لأمور قهرية ، و غاية أمرها أنها مانعة من إكثار العمل، فإذا قل لأجلها وجب أن لا تبالي لأن الذي أمرك هو الذي قهرك، والكل منه وإليه، فكما وجب امتثال أمره وجب الاستسلام لقهره، و إنما على العبد أن لا يعزم على محظور و لا يفرط في مأمور فإن قصر

البلاء والرجوع-القسم الأول

البلاء والرجوع-القسم الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خيرٌ أما يشركون

أما بعد

فهذه وُريقاتٌ قد خطر لي أن أسطرها في ستة الأيام التي خلت من تاريخ هذه الليلة، واللهَ أسألُ أنْ يعينني في إظهارِها على الوجهِ المفهومِ الذي تكمُلُ به الفائدةُ، فإنْ كان فيها مِن خَطأ أو مجانبةٍ للصواب فمن نفسي وهذيانِها وإنْ كان هذا الخاطرُ من الرحمنِ، فقدْ أعلمُ أنْ سيكونُ فيه لبعض الناس خيرٌ كثير.

قد اسْتَقْريتُ في كتابِ اللهِ ذكرَ الآياتِ التي فيها قولُه “لعلهم يرجعون” حينما يُعلّلُ بهِ إيقاعِ العذابِ على الناسِ في هذه الحياةِ الدنيا فوجدتُ هذه الآياتِ من سورِ الأعراف والروم والسجدة والزخرف والأحقاف:

الأعراف ١٦٨

وَقَطَّعۡنَـٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ

أركان الفلاح

أركان الفلاح

بسم الله الرحمن الرحيم

للهِ الحمدُ بما أنْعَمَ وتَفَضَّلْ، وله يَرْجِعُ كلُّ أَمرٍ مِفْصَلْ، وبه رِزْقُ الخلائقِ قد تحصّلْ.

والصلاةُ والسلام على رسولِهِ الخاتَم النبي الأمي المُبَجّلْ، الذي وَصَفَتْهُ الأنبياءُ من قَبْلُ بكلِّ وصفٍ مُفَصَّلْ، وتَعَلَّقَ به أَمَلُ أُمَّتِهِ وكلٌّ توسلْ، إلا من رَفَضَ وتَأَوَّلْ، فَرَحْمَةُ اللهِ تَسَعُ كُلَّ مُتَأَوِّلٍ.

وعلى آلهِ النجباءِ الطاهرين الكُمَّلْ، صلاةً وسلاماً دائمينِ إلى يوم الدين الفَيْصَلْ.

وبعدُ، فقد قرأتُ رسالةً لأُختٍ عزيزةٍ تَبْسُطُ فيها ما أَهَمَّهَا من أمرِ التَعَلُّمِ والتعليم وبَذْرِ حُبِّهِ في القلوبِ اليافعةِ قلوبِ أولادِها وأولادِ قومها وأمّتها، ولمسْتُ حيرَتها فيما ذكَرَهُ الأفاضِلُ من بني قومها عن أركانِ التعلُّم وعما يَنْقُصُ بناتِها وأتْرابِهِنَّ كي يُحَصِّلوا الفائدةَ التي تُرْجى من كلِّ هذا الجُهد

تقريب النحو

تقريب النحو

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، أآلله خيرٌ أما يشركون ؟

وبعدُ فإنَّ عِلْمَ النحوِ علمٌ جليلٌ من علوم العربية ، عَظُمَتْ فائدتُه وَ جَلَّتْ حتى طَرَقَتْ شهرتُهُ الشرقَ والغربَ ، وغَلَبَ على علوم اللغةِ حتى لا يكادُ يُعرَفُ العالِمُ باللغة إلا بمعرفتِهِ بالنحوِ وأصبحتْ كلمةُ “القواعد” عَلَمَاً على قواعِدِ النحوِ معْ أنَّ معناها ينْطَبِقُ على كُلِّ العلومِ ، بل إنَّ الكتابَ الأشهرَ في النحو يُعْرَفُ بـ “الكِتاب” ! و حَسْبُكَ من هذا معرفةً و شُيوعاً. ولا شكَّ أنَّ لعلمِ النحوِ التقديمَ و التفضيلَ ، لمِا لَهُ مِنْ تَقَدُّمٍ في الزمانِ، إذْ كانَ أولَّ ما بُدِءَ بتقعيدِهِ من القواعدِ، حين أشارَ الإمامُ عليٌّ بن

تمهيد لكتاب المستصفى-٥

تمهيد لكتاب المستصفى-٥

الفن الثاني من دعامة الحد((وهي الدعامة الأولى)) في الامتحانات للقوانين بحدود مفصلة:

وقد أكثرنا أمثلتَها في كتابِ معيار العلم ومَحَكِّ النَظَرِ، ونحن الآن مقْتصرونَ على حد الحد، وحد العلم، وحد الواجب، لأن هذا النمطَ من الكلام دخيل في علم الأصول فلا يليق فيه الاستقصاء.

الامتحان الأول(حد الحد):

اختلف الناس في حد الحد، فمِنْ قائلٍ يقولُ: حدُّ الشيءِ هو حقيقته وذاتُه، ومن قائل يقول: حد الشيء هو اللفظ المفسر لمعناه على وجهٍ يمنع ويجمعُ، ومن قائل ثالث يقول: هذه المسألة خلافية، فَيَنْصُرُ أَحَدَ الحدَّيْنِ على الآخَرِ، فانظرْ كيفَ تَخَبَّطَ عقلُ هذا الثالثِ، فلم يعلمْ أنَّ الاختلافَ إنما يُتصورُ بعدَ التوارُدِ على شيءٍ واحدٍ، وهذانِ قد تباعدا وتنافرا، وما تواردا على

تمهيد لكتاب المستصفى-٤

تمهيد لكتاب المستصفى-٤

القانون الثالث:

أَصْلُ السؤال وتعريفه الصحيحُ:

إنَّ ما وَقعَ السؤالُ عن ماهيتهِ، وأردتَ أنْ تَحُدَّهُ حَدَّاً حَقيقِيَّاً فَعليكَ فيهِ وظائفُ لا يكونُ الحدُّ حقيقياً إلا بها، فإنْ تَرَكْتَهَا سَمَّيناه رَسْمِيَّاً، أو لَفْظِيَّاً، وَيَخْرُجُ عنْ كَوْنِهِ مُعْرِبَاً عن حقيقةِ الشيءِ، ومُصَوِّرَاً لِكُنْهِ معناهُ في النفس.

الأولى: أنْ تَجْمَعَ أَجْزاءَ الحدِّ مِنَ الجنسِ والفصولِ، فإذا قالَ لَكَ1- مُشيرا إلى ما يَنْبُتُ من الأرضِ- “ما هوَ؟”، فلا بدَّ أن تقولَ: “جسمٌ”، لكنْ لو اقتصرتَ عليه لَبَطَلَ عَليكَ “بالحَجَرِ”((أي لبطل تعريفُك ، لأن الحجرَ أيضاً جسمٌ))، فتحتاجُ إلى الزيادةِ فتقول: نامٍ فتحترزَ به عَمَّا لا يَنمو، فهذا الاحترازُ يُسَمَّى فَصْلاً، أي فَصَلْتَ به المحدودَ عن غيره.

الثانية: أنْ تذكرَ جميعَ ذاتياتِهِ وإنْ

تمهيد لكتاب المستصفى-٣

تمهيد لكتاب المستصفى-٣

مقدمة الكتاب

نذكرُ في هذه المقدمة مداركَ العقولِ، وانحصارَها في الحدِّ والبرهانِ، ونذكر شرطَ الحدِّ الحقيقي، وشرطَ البرهانِ الحقيقي ،وأقسامَهُما، على منهاجٍ أَوْجَزَ مما ذكرناه في كتابِ مَحَكِّ النظرِ، وكتابِ معيارِ العلمِ.

وليست هذه المقدمة من جملة علم الأصول، ولا من مقدماته الخاصة به، بل هي مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيطُ بها فلا ثِقَةَ له بعلومِهِ أصلاً، فمن شاءَ أنْ لا يكتبَ هذه المقدمةَ، فَلْيَبْدَأْ بالكتابِ من القطب الأولِ، فإنَّ ذلكَ هُوَ أَوَّلُ أُصولِ الفِقْهِ، وحاجةُ جميع العلومِ النظريةِ إلى هذه المقدمة، لحاجة أصول الفقه لها.

بيان حصر مدارك العلوم النظرية في الحد والبرهان:

اعلم أن إدراكَ الأمورِ على ضَرْبَيْنِ:

الأول: إدراكُ الذَوَاتِ المُفْرَدَةِ، كَعِلْمِكَ بِمَعْنَى الجِسْمِ

تمهيد لكتاب المستصفى-٢

تمهيد لكتاب المستصفى-٢

بيان كيفية اندراج الشعب الكثيرة من أصول الفقه تحت هذه الأقطاب الأربعة:

لعلك تقول: أصول الفقه تشتمل على أبواب كثيرة، وفصول منتشرة، فكيف يندرج جملتُها تحت هذه الأقطاب الأربعة؟

فنقول:

القطب الأول هو الحكم، وللحكم حقيقة في نفسه، وانقسام. وله تعلق بالحاكم( وهو الشارع)، والمحكوم عليه (وهو المكلف)، وبالمحكوم فيه (وهو فعل المكلف)، وبالمُظْهِرِ لهُ (وهو السبب والعلة).

ففي البحث عن حقيقة الحكم في نفسه يتبينُ أنَّهُ: عبارةٌ عن خطاب الشرع، وليس وصفاً للفعْلِ، ولا حُسْنَ ولا قُبْحَ ولامَدْخَلَ للعقلِ فيه ولا حُكْمَ قَبْلَ ورودِ الشرعِ.

وفي البحث عن أقسام الحكم يتبين حدُّ الواجبِ والمحظورِ والمندوبِ والمباحِ والمكروهِ والقضاءِ والأداءِ والصحةِ والفسادِ والعزيمةِ والرخصةِ وغيرِ ذلك من أقسام الأحكام.

وفي

تمهيد لكتاب المستصفى من علم الأصول-١

تمهيد لكتاب المستصفى من علم الأصول-١

مُقَدَّمَةُ الكتاب

الحمدُ للهِ القويِّ القادرْ. الوليِّ الناصرْ. اللطيفِ القاهرْ. المنتقمِ الغافرْ. الباطنِ الظاهرْ. الأولِ الآخِرْ. الذي جعلَ العقلَ أَرْجَحَ الكُنوزِ والذخائِرْ. والعلمَ أَرْبَحَ المكاسِبِ والمتاجرْ. وأشرفَ المعالي والمفاخرْ. وأكرمَ المحامدِ والمآثرْ. وأحمَدَ المواردِ والمصادرْ. فَشَرُفَتْ بإثْباتِهِ الأقلامُ والمحابرْ. وَتَزَيَّنَتْ بِسَمَاعِهِ المحاريبُ والمنابِرْ. وَتَحَلَّتْ بِرُقُومِهِ الأوراقُ والَّدفاتِرْ. وتقدَّمَ بِشَرَفِهِ الأصاغِرُ على الأكابِرْ. واسْتَضَاءَتْ بِبَهَائِهِ الأسْرارُ والضَمَائرْ. وَتَنَوَّرَتْ بأنوارِهِ القلوبُ والبصائرْ. واسْتُحْقِرَ في ضيائه ضياءُ الشمس الباهرْ. على الفَلَكِ الدائِرْ. واسْتُصْغِرَ في نورهِ الباطنِ ما ظَهَرَ من نُورِ الأحْداقِ والنواظِرْ. حتى تَغَلْغَلَ بضيائِهِ في أعْماقِ المُغْمَضَاتِ جنودِ الخواطِرْ. وإنْ كَلَّتْ عنها النواظِرْ. وكَثُفَتْ عليها الحُجُبُ والسواترْ.

والصلاةُ على محمدٍ رسولِهِ ذي العُنْصُرِ الطاهِرْ. والمجدِ المُتَظاهِرْ. والشرفِ المتناصرْ. والكَرَمِ المتقاطرْ. المبعوثِ بشيراً

ميزان العمل-٤

ميزان العمل-٤

بيان أن طريق السعادة العلم والعمل

فإنْ قُلْتَ:

قَدِ اتَّضَحَ لي أنَّ سُلوكَ سَبيلِ السَّعَادَةِ حُزْمُ العُقَلاءِ، والتَهَاوُنَ بِها غَفْلَةُ الجُهَّالِ، ولكنْ كيفَ يَسْلُكُ الطريقَ مَنْ لا يَعْرِفُهُ؟  وبماذا أَعْلَمُ بأنَّ العِلْمَ والعَمَلَ هو الطريقُ، حتى أَشْتَغِلَ بِهِ؟

فَلَكَ في مَعْرِفَتِهِ طِرِيقَانِ: أَحُدُهُمَا جُمْلِيٌّ، يُناسِبُ المِنْهَاجَ السابِقَ، وهو أنْ تَلْتَفِتَ إلى ما اتَّفَقَ عليهِ آراءُ الفِرَقِ الثلاثِ، وقد أجْمَعُوا على أنَّ الفَوْزَ والنَجَاةَ لا تَحْصُلُ إلا بالعِلْمِ والعَمَلِ جمَيعاﹰ، وأنهم اتَّفَقُوا على أنَّ العِلْمَ أَشْرَفُ مِنَ العَمَلِ. وكأنَّ العَمَلَ مُتَمِّمٌ لَهُ وسائِقٌ بالعِلْمِ إلى أنْ يَقَعَ مَوْقِعَهُ، ولأجْلِهِ قالَ اﷲُ تعالى:

“إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَالِحُ يَرْفَعُهُ”

والكَلِمُ الطَيِّبُ يَرْجِعُ إلى العِلْمِ عندَ البَحْثِ، فهوَ الذي يَصْعَدُ ويَقَعُ المَوْقِعَ

ميزان العمل-٣

ميزان العمل-٣

فَأَنْتَ الآنَ أيُّها المُسْتَرْشِدُ، بعد أن عَرَفْتَ هذه المعتقداتِ، لا يخْلُو حالُكَ في اعتقادِ الفرقَةِ الضَالَّةِ عَنْ أرْبَعَةِ أقْسَامٍ: إما أن تكونَ قاطعاﹰ ببطلانه، أو ظاناﹰ لبطلانه، أو ظاناﹰ لصحته ظناﹰ غالباﹰ، ومُجَوِّزَاﹰ لبطلانِهِ بطريقِ الإمكانِ البعيدِ، أو قاطعاﹰ بصحَّتِهِ.

وكيف ما كنْتَ فعقلُكَ يوجِبُ عليك الاشتغالَ بالعلمِ والعملِ ،والإعراضَ عن ملاذِّ الدنيا، إن سَلِمَ عليك عقلُك، وصَحَّتْ خِبْرَتُكَ. وذلك{أي سلامة عقلك و صحة خبرتك} لا يخفى إن كنت قاطعاﹰببطلانه{أي بُطْلانِ اعتقادِ الفرقةِ الضالةِ}.

وإن كنتَ تظنُّ بطلانَهُ ظنَّاﹰ غالباﹰ، تَقَاضَاكَ عقلُك التشميرَ في طَلَبِه، كما يتقاضى العقلُ تَجَشُّمَ المصاعِبِ في رُكوبِ البحرِ، لطلبِ الربْحِ، وفي تَعَلُّمِ العلمِ في أولِّ الشبابِ، لطلبِ الرياسةِ عند من يطلبها،

ميزان العمل- ٢

ميزان العمل- ٢

بيان أن الفتور عن طلب الإيمان به حماقة 


أَقُولُ: إنَّ فُتُورَ الإيمانِ أَيْضَاﹰ مَعَ أَنَّهُ مِنَ الحَمَاقَةِ، فَلَيْسَ يَقْتَضِي الفُتُورَ في سُلوكِ سُبُلِ السَّعَادَةِ، لولا الغَفْلَةُ !

فَإنَّ النَّاسَ في أَمْرِ الآخِرَةِ أَرْبَعُ فِرَقٍ:

١- فِرْقَةٌ اعْتَقَدَتِ الْحَشْرَ وَالنَشْرَ والْجَنَّةَ والنَارَ، كما نَطَقَتْ بِهِ الشَّرَائِعُ ،وَأَفْصَحَ عَنْ وَصْفِهِ القُرْآنُ، وَأَثْبَتُوا اللَذَّاتِ الحِسِّيَّةَ التي تَرْجِعُ إلى الْمَنْكُوحِ والمَطْعُومِ والمَشْمُومِ والمَلْمُوسِ والمَلْبُوسِ والمَنْظُورِ إليْهِ، واعْتَرَفُوا بأنَّهُ يُضَافُ إلى ذَلِكَ أَنْواعٌ مِنَ السُّرُورِ، وأَصْنَافٌ مِنَ اللَذَّاتِ التي لا يُحِيْطُ بها وَصْفُ الواصِفِينَ، فهيَ مما “لا عَيْنٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ”؛ وأَنَّ ذلك يجْري أَبَدَاً بلا انْقِطَاعٍ، وأنَّهُ لا يُنَالُ إلا بالْعِلْمِ والعَمَلِ. وهؤلاء هُمُ المُسْلِمُونَ كافَّةً، بَلِ المُتَّبِعُونَ

ميزان العمل-الغزالي-١

ميزان العمل-الغزالي-١

تمهيد:

قال الشيخ الهمام حجة الاسلام زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي رضي الله تعالى عنه وأرضاه:

لما كَانَتِ السَّعادَةُ التي هِيَ مَطْلُوبُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ لا تُنَالُ إلا بِالْعِلْمِ والْعَمَلِ، وافْتَقَرَ  كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا إلى الإحِاطَةِ بِحَقِيْقَتِهِ وَمِقْدَارِهِ، وَوَجَبَ مَعْرِفُةِ العِلْمِ والتَمْيِيْزُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ بِمِعْيَارٍ، وَفَرَغْنَا مِنْهُ؛ وجب مَعْرِفَةُ العَمَلِ المُسْعِدِ، والتمييزُ بينَهُ وبَيْنَ العَمَلِ المُشْقِي. فَافْتَقَرَ ذلك أيضاً إلى مِيزانٍ، فَأَرَدْنَا أنْ نَخُوضَ فِيه وَنُبَيِّنَ أنَّ الفُتَورَ عنْ طَلَبِ السَّعادةِ حَمَاقَةٌ، ثُمَّ نُبَيِّنَ العلمَ وَطَرِيقَ تَحْصِيلِهِ، ثم نُبيّنَ العَمَلَ المُسْعِدَ وطَريقَهُ. وكُلَّ ذَلِكَ بِطريقةٍ تَتَرَقَّى عن حَدِّ طريقِ التَقْلِيدِ إلى حَدِّ الوُضُوحِ، لَوِ اسْتُقْصِيَ بحقيقتِهِ وطُوِّلَ الكَلِمُ فيهِ ارْتَقَى إلى حَدِّ البُرْهَانِ على

٧- لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ

٧- لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ

لا يُشَكِكَنَّكَ في الوعْدِ عَدَمُ وقوعِ الموعودِ و إنْ تَعَيَّنَ زَمانُهُ، لئلا يَكُونَ ذلك قَدْحَاً في بَصِيْرَتِكَ وإخْمَادَاً لنُورِ سَريرَتِكَ .

شرح الشيخ زروق:

قُلتُ : التَشَكُّكُ هو التََرَدُّدُ  بَيْنَ إيقاعِ الشَكِّ و نَفْيِهِ، لإضطِّرَابِ النفسِ في موجِبهِ، بحيث يقول: “الوعدُ صِدْقٌ و الزمانُ مُتَعَيِّنٌ و الموعودُ مفقودٌ” فَيَتَحَيَّرُ في ذلك و يشُكُّ.

و هذا مِنْ ضِيقِ المَعْرِفَةِ ، و الوقوفِ مَعَ ظاهِرِ الوَعْدِ، دونَ نَظَرٍ إلى باطِنِ الإتِّصافِ؛ إذْ لو اتَّسَعَتْ دائِرَتُهُ عَلِمَ أَنَّ ظاهِرَ الوعْدِ لا يَقْضي على باطنِ الصِفَةِ، فَجَزَمَ بالوعْدِ وراعى باطِنَ الوصفِ بِتَقْدِيرِ تَعَلُّقِ الأَمْرِ بِشَرْطٍ سَتَرَهُ الحَقُّ عَنْهُ ؛ إذْ لا يَجِبُ عليه بيانُ ما يريدُ اشْتِراطَهُ ، بل يَصِحُّ في الحِكْمَةِ سَتْرُهُ، إبْقَاءً

في معنى النفاق على الحقيقة-الجزء الثاني-

في معنى النفاق على الحقيقة-الجزء الثاني-

يَقْصِدُ هذا المكتوبُ أنْ يُبَيِّنَ المسائلَ التاليةَ:

١إنَّ النفاقَ مرضٌ نفسيٌ يصيبُ القلبَ من الجسدِ و يُصيبُ الإيمانَ من القلبِ فيُفْسِدُهُ و يَمْضِي في خَرابِه إذا لم يُتَدارَك برحمةٍ إلهيةٍ حتى لا يَبْقَى في المرءِ بَقِيِّةٌ تُرْجى فيكونُ كالكُفَّارِ أو أَشَدَّ عذاباً.

٢إن أَهَمَّ ما يُمَيِّزُ المَرَضَ أنَّ المريضَ لا يَشعُرُ به و لا يعرِفُ بوجودِهِ. أيْ أنَّ المنافقَ لا يعرفُ أنه منافقٌ ولا يُقِرُّ بِهِ و إذا سَمِعَ قرآناً أو قولاً يَذمُّ المنافقينَ ظَنَّ أنَّهُ يتكلمُ عن غيرِهِ أوْ غَشّى على ذلك بتأويلٍ غريبٍ يَدْفَعُ عنه تلكَ التُّهْمَةَ وذلكَ الهجاءَ.

٣إن للمرضِ درجاتٍ أدناها التَشكُّكُ في ما صدَّق المرءُ فيهِ أصْلاً

٦- لا يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ العَطَاءِ مَعَ الالْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِبَاً لِيَأْسِكَ

لا يَكُنْ تَأَخُّرُ أَمَدِ العَطَاءِ مَعَ الالْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِبَاً لِيَأْسِكَ، فإنَّهُ ضَمِنَ لَكَ الاجَابَةَ فيما يَخْتَارُ لَكَ لا فيما تَخْتَارُ لِنَفْسِكَ وفي الوَقْتِ الذي يُريدُ لا في الوقْتِ الذي تُريدُ.


شرح الشيخ زروق:

قُلتُ: “الالحاحُ” التَكَرُّرُ في الدُّعاءِ بِحاجةٍ، مِن وجْهٍ واحد ، على سبيل الطَّلَبِ، وهو مطلوبٌ في الدعاء. والاجابةُ مضمونةٌ بِمُطلَقِ الدُعاءِ، فإذا قُمْتَ بِما طُلِبَ منك من الدعاءِ و الالحاحِ فيه، فلا تَيْأَسْ مِن الاجابةِ لأن يَأْسَكَ ناشِئٌ عن رُؤْيَةِ السَبَبِيَّةِ بِدُعَائِكَ، و إجتِهادِك في حاجَتِكَ، إذْ صَرَفَكَ تَأَخُّرُها عن بابِ مولاكَ، فَقَصَّرْتَ في المطلوبِ بالدعاءِ ؛ الذي هو إظْهارُ الفَاقَةِ و دَوَامُ الحُضُورِ بالمُناجاةِ  فافْهَمْ !

و الناسُ ثلاثة :

١- رجلٌ قَصَدَ مولاهُ بالتفويضِ،

في معنى النفاق على الحقيقة-الجزء الأول-

في معنى النفاق على الحقيقة-الجزء الأول-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين، وأفْضَلُ الصلاةِ وَأَتَمُّ التَسْلِيمِ على كُلِّ الأنْبياءِ والمُرْسلين وعلى خَاتَمِهِمْ سَيِّدِنَا ونَبِيِّنَا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وأَزْوَاجِهِ أَجْمَعِينَ. أمَّا بَعْدُ:

فإنه لما كانتْ سَنَةُ ثمانٍ وألْفَيْنِ لميلادِ سيدنا عيسى بن مريم عليهِ أفضلُ الصلاة والسلام، وكنتُ حينئذٍ أعمل في بلدٍ عربي، أتتني رسالةٌ من أختٍ وخالةٍ فاضِلَةٍ من بلاد الأنكتار ((كذا كان الكاتبون من قديمٍ يُسَمُّونَ بلاد الإنكليز زمنَ حروب الفرنجة وهو تحريف الاسم اللاتيني لنفس البلد)) تُدْعى مريمُ وكانت تسألني عن قوله تعالى:

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ

٥- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك  وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ…

٥- اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك  وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ…

اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لك  وتَقْصِيرُكَ فيما طُلِبَ منْكَ، دليلٌ على انطِماس البصيرةِ منك.

شرح الشيخ زروق:

قلتُ : لأنَّك أَتيْتَ بالشَّيءِ على غَيْرِ وَجْهِهِ ، وَوَضَعْتَهُ غيْرَ محلِّهِ؛ إذ عَكَسْتَ ما حَقُّكَ أن لا تَعْكِسَهُ، فَتَرَكْتَ ما أُمِرْتَ بالقِيامِ بِهِ ، وقُمْتَ بما كُفِيْتَ أَمْرَهُ  وهُوَ مَضْمُونٌ.

قال في “التنوير” :فكيف يَثْبُتُ لَكَ عَقْلٌ أو بَصِيرَةٌ ، واهتمامُكَ فيما ضُمِنَ لك اقْتَطَعَكَ عن اهْتِمَامِكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ؟ حتَّى قال بَعْضُهُم: إنَّ اللهَ ضَمِنَ لنا الدُّنيا و طَلَبَ مِنَّا الآخِرَةَ، فَلَيْتَهُ ضَمِنَ لَنَا الآخِرَةَ وَ طَلَبَ مِنَّا الدُّنْيا. انتهى.

و عبَّرَ بالاجْتِهاد((في قوله:اجتهادك فيما….)) لأنَّ الطلَبَ دونَه لا يُقْدَحُ ( أي لا يُذَمُّ) ، بل ربَّما كان مطلوباً ؛

نصيحةٌ من أجنبي مسلم لمن بقي من العرب.

نصيحةٌ من أجنبي مسلم لمن بقي من العرب.
رحم الله تعالى من وعى فأوعى فنَفَعَ و انْتَفَعَ. نصيحة من الشيخ حمزة الأمريكي للعرب من أهل هذا الزمان في تناول شؤون دينهم ودنياهم.

الايمان بالمحدودية عند الشعوب المترجّلة و عند الشعوب الراكبة-الجزء الأول-

الايمان بالمحدودية عند الشعوب المترجّلة و عند الشعوب الراكبة-الجزء الأول-

شعُوبُنا المسْلِمَةُ الموحدة المؤمنة بإلهٍ غير محدود هو الله عز وجل لا تتصور اللانهائية واللامحدودية في الأشياء وتُـؤْمِنُ بضد ذلك: المحدودية والإحاطة بالأشياء و الأهداف فكيف؟

لا أدري من أين جاء هذا التصور ولكني أزعُمُ أنه منتشرٌ بكثرة بين ظهرانينا وأنه يُملي أفكارنا ومواقفنا وتوجهاتنا بل، حياتنا.

والمحدودية هي الايمان بحدود لكل المعاني كمحدودية العلم والصنعة والخبرة والجمال والابداع. فترى المرء يضع حدوداً لكل هدف هو مقبل عليه، متخيلاً أنه ما إن يصلْ تلك الحدود حتى يضعَ رحالَه ويجلسَ هانئاً مطمئناً غيرَ ملومٍ ولا مُثَرَّب، ونتيجتها أن يتصور المرء إمكان الإحاطة بهذه الحدود و المعاني.

أما التفكير بأنه لا هدفَ، سامياً في هذه الحياة، يمكن أن يقفَ عند حّدٍ، وأن

٤- أَرِحْ نفسَكَ من التدبير

أَرِحْ نفسَكَ من التدبير

قُلتُ: أفادَ ذِكرهُ للإراحَةِ وجودَ التَعَبِ فيما تُطلَبُ الاستراحة مِنهُ وهو التَدبيرُ، وذلِكَ لما تضمنهُ مِن وجودِ التكديرِ ومنازعتِهِ الحُكمَ والتَقديرَ، فقد قالَ سَهلُ بن عبد الله التُسْتَري رضي الله عنه: ذروا التَدبيرَ والاختيار فإنهما يُكدِّرانِ على الناسِ عَيشَهُم.

وقالَ عليهِ السلام: إن اللهَ جَعَلَ الرَّوحَ والراحةَ في الرِضا واليقين … الحديث. وقالَ عليه السلام: (التَدبيرُ نِصفُ العَيشِ). قيلَ: فتركُ التدبيرِ العيشُ كُلهُ ، لأنَ من لم يُدبِّر دُبِّرَ له، و هذا و إن كان بعيداً عن السِياقِ بالقوة فهو حسنٌ في المعنى إذ التدبيرُ تقديرُ شؤون تكونُ عليها في المُستقبلِ مِما يُخافُ أو يُرجى بالحُكمِ لا بالتفويضِ، فإذا كان مصحوباً بالتفويضِ لم يكن تدبيراً عِند

٣- سوابِقُ الهِمم لا تخرِقُ أسوار الأقدار

سوابِقُ الهِمم لا تخرِقُ أسوار الأقدار

شرح سيدي الشيخ أحمد زروق:

قُلتُ: بَل تدورُ مَعَ القَدر كيفما دار حَسبما دلّت عَليهِ العُقول وقضايا الشَرع والنُقول فقد قالَ الله تعالى: (وَكانَ اللهُ على كُلِّ شيءٍ مُقْتَدِراً) الكهف-٤٥ وقالَ صلى اللهُ عليهِ وسلم: كُلُّ شيءٍ بِقضاءٍ وقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ. (صحيح مُسلم).

وأنواع الهِمم ثلاثة: –

١-الهِمَمُ القَواصِر وهي التي تقتضي العَزمَ والحَزمَ مِن غيرِ فِعلٍ ولا انفعال.

٢-والهِمَمُ المتوسطِة وهي التي توجِبُ مع العَزمِ فِعلاً ومع الحَزمِ كمالاً، سواءٌ أوَقَعَ انفعال أو لا.

٣-والهِمَمُ السوابِق وهي قوة النَفسِ الفعّالة في الوجود بلا توقّف كما يكونُ مِنَ العائِنِ، عن خُبثِهِ ومِنَ الساحِرِ عَن عُقَدِهِ ونُفَثِه ومِنَ المُتَريّضِ عَن تجريدِ قُوة نَفسِهِ ومِنَ

ما أشبه اليوم بالأمس

ما أشبه اليوم بالأمس

وما اخْتَلَفَ  الذين أُوتُوا الكتابَ إلا مِنْ بَعْدِ ما جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ و مَنْ يَكْفُرْ بآياتِ اللهِ فإنّ اللَّهَ سَريعُ الحِسابِ.

يقول (Sale) مترجم القرآن إلى الانكليزية عن نصارى القرن السادس الميلادي : (وأسرف المسيحيون في عبادة القديسين والصور المسيحية حتى فاقوا في ذلك الكاثوليك في هذا العصر) .

الحرب الأهلية الدينية في الدول الرومية : 

ثم ثارت حول الديانة وفي صميمها مجادلات كلامية، وسفسطة من الجدل العقيم شغلت فكر الأمة ، واستهلكت ذكاءها ، وابتلعت قدرتها العملية ، وتحولت في كثير من الأحيان حروباً دامية وقتلاً وتدميراً وتعذيباً ، وإغارة وانتهاباً واغتيالاً ، وحولت المدارس والكنائس والبيوت معسكرات دينية متنافسة وأقحمت البلاد في حرب أهلية ،

٢- إرادتُك التَجْريدَ مع إقامةِ اللهِ إياكَ في الأسبابِ من الشَّهْوَةِ الخَفِيَّةِ

٢- إرادتُك التَجْريدَ مع إقامةِ اللهِ إياكَ في الأسبابِ من الشَّهْوَةِ الخَفِيَّةِ

إرادتُك التَجْريدَ مع إقامةِ اللهِ إياكَ في الأسبابِ من الشَّهْوَةِ الخَفِيَّةِ وإرادتُك الأسبابَ مع إقامةِ اللهِ إياكَ في التَجْريدِ انْحِطَاطٌ عن الهِمَّةِ العَلِيَّة.

شرح الشيخ أحمد زروق:

قُلت: وإيثارُ كل واحدٍ مِنهُما، بدلاً مِن مقابِلهِ المُقامِ فيه، هو مِن الاعتماد عليهِ((يعني: إيثار المقام الآخر على الذي أنت مُقامٌ فيه يدل على أنك معتمد على هذا الآخر لحصول مقصودك و لسْتَ معتمداً على الله في مقامك الحالي)) في حُصولِ مَقصودهِ، إذ لو لم يَعتَمد (عليهِ)، ما آثرَهُ بدلاً مِن مُقابلِه، فافهم !

والناسُ ثلاثة: 

١-مُقامٌ في الأسباب، وحُكمهُ: الِرضى والصَبر والاستسلام، وعلامته استقامتها له، بِحصولِ فوائِدها العادية، واستقامته فيها، بالقيامِ بالحقوقِ الشرعية.

٢-ومُقامٌ في التَجريدِ، وحُكمُهُ: الشُكرُ والتَشميرُ وعدم الفَتَرة